هناك فترات من القحط الشعري تتوصّل خلالها بضع كلمات إلى التسرب من بين رمال وحدتك المتحركة حتّى أعماق حوبائك السحيقة لتذكّرك بتلك اللذة الشبقة التي تصحب الإلهام و بالمتعة الإنتصابية لريشة ناصعة تتوق روحك الضمئى لمداعبتها من جديد
و ها أنت قد أضحيت تنظر إليها يوميا, بعجز لا تجد له تفسيرا, و هي تغادر الغرفة متجاهلة الأسى الذي يغمر عينيك في صمت مشفق طافح كفنجان قهوتك الباردة التي لم تشربها. و يستعصي عليك فهم اللذة المتشفّية التي تخالجها و هي تستفزّك حين ترتدي نعلها الأحمر المُبرنق ذا الكعب العالي كل ليلة في نفس التوقيت قبل أن تخرج من البيت, و أنت متأكد من أنها لا تلبس تحت معطفها الأسود سوى عطرها الأنثوي الشرس... و ربما كانت تتمنّى في كل مرة أن تنقضّ عليها و تأخذها عنوة و هي تتجه صوب الباب, و لكنك لم تجرأ قط على التثبت من ذلك
أتصوّر كم هو محبط أن تعلم أنها تجيد الإنتشاء من نظرتك الوالجة رغبةًً و شوقا و كراهيةً بينما لا تتجاوز معرفتك بالفنون الشبقية تلك المتعة الرتيبة المبتذلة المنحصرة في ذهاب و إياب خاطف بين فخذيها النديّين
و لك أن تسمّيها عاهرة إن شئت و لكنها أجمل من أن تكتب على خاصرتها قصة حبك لها و نقمتك عليها بخطّك الرديء