mercredi 23 juin 2010

سباحة في مياه قطبية



قلت لي أنك تحب الماء البارد. لا لأنه منعش و لكن لفعّاليته في إطفاء الحرائق. تساءلت كيف يمكن لموهوب في الإضرام أن يهتم بشأن إطفاء الحرائق؟ قلت لي أنني إمرأة كبريتية. في الواقع لا يتضح ذلك إلا عند تعرضي لشخص قابل للإلتهاب. و أنت قابل للإلتهاب كبئر سحيقة من النفط . لستُ إلا عود ثقاب هزيل عابر أثارت بئرك شهيته للإحتراق فإشتعَل و لامسك. فلنحترق معا. ماذا تريد؟ حماما من الماء البارد؟ عليك بالمياه القطبية. إحبس أنفاسك سنغوص بين الصخور والاعشاب و نختلي و أنزع عنك ثيابك و تنزع عني ثيابي و يشهق المحار من مشهد إنصهارنا و ترتعد الطحالب، تدعو الاصداف بعضها وتقبل، ينتحر المرجان غيرة من عشقنا .. نغوص بعيدا عن الاعين وجراد البحر، تحترق الاعشاب البحرية على القاع. و إذا بك تتوقف فجأة و تتساءل هل نكون بصدد تشويش النظام البيئي؟ و أجيبك أنني لا أظن أن ما نفعله أكثر خطرا على البيئة من التلوث و الثقب في طبقة الأوزون و ذوبان الجليد في القطبين و إرتفاع مستوى...و لكنك تقفل فمي ثم تلتهمه بشفاهك النهمة أيها المحتدم الرائع الإشتعال حتى في أعماق صقيع المياه القطبية. أقول لك بدلال معاتب ألم أقل لك إنتظر الإشارة؟ لكنك لا تنتظر الإشارة لأنك تعرف كم أتوق لنهمك المشاكس. وتشربني، أنساب في حلقك، لعنة ساخنة مباركة ، و تشربني، أرتعش في فمك، شهوة ندية متبخرة، وتشربني، وشفاهي السفلى تهتف ان حان القطاف، تقطفها ثم... تسقيها، تسقيها، تسقيها، حتى القطرة الاخيرة تسقيها، تتفتح بعدها الازهار هناك في طرف الدنيا ويحبل النجم في فراغه الازرق الداكن... يرعد البحر سخطا، ينتقم لمرجانه، نطفو ... نبتعد... نتحول لغرفة باب شرفتها مفتوح على ليلة صيفية أضاءت الكواكب سماءها. أسألك ما رأيك في ذلك الحمّام البارد هل كان له عليك المفعول المرجو؟ تفتح فمك لتقول شيئا و لكنك تعطس بدل أن تجيب. أضحك. تنظر إلي تبتسم تقول "خطأ!" "ماذا؟" "ما كان عليك أن تضحكي أيتها الشقية لقد أزلت مفعول الحمام كليا. " أرى في عينيك ألسنة لهيب بئرك السحيقة القابلة للإشتعال. تمد يدك لتعري كتفي فصدري فحلمتي. أرتجف.. تمددني على الفراش. تقلبني على بطني. تعري ردفيّ. يكف الصراصير عن الصرير و تأتي اليراع لتضيء الشرفة و تدعو قطط الليل المتشردة قطط الجيران و تقبل, لترى قمرا يغرق في الحليب
...

5 commentaires:

Mayday a dit…

نص مختل الهيكل لم تجدي مرور ريشة الفنان به نفعا فبقي على حاله كما ولدته أمه: بعيوبها و محاسن أبيه

illusions a dit…

لا يحتاج الهيكل دوما الى ريشة الفنان. يكفيه جمالا اشتعال الحريق في مياه القطب الباردة

Aragorn a dit…

كلما قرأت نصوصك زاد إعجابي بريشتك و بجمال حبرها الذي إختلط أحيانا مع دموعي...

YasMenina a dit…

داجا حطيت واو و توه نزيدك واو على خاتر متاكده الي المشاكل البيئية الي صايره في القطبين جراير مغامرة عشق لالهة مغمورة
;)
اضيف... ليست المراة وحسب بل الكتابة ايضا كبريتية

Mayday a dit…

@illusions هذا ما خلته قبل أن أستفيق من غفوتي بضربة ريشة إخترقت حتى العظم. تعليقك يعيد الدفء للقلب. شكرا لك
@Aragorn مرحبا بك. يسعدني إعجابك بكتاباتي المتلعثمة. نورت المدونة
@YasMenina حبيبتي و توأم روحي أصبتِ. هي آلهة مغمورة مغرمة مغرورة أفقدتها مزاجيتها و حسايستها المفرطة حبيبها فلزمت قاع البحر غارقة في دموعها مما أدى إلى إرتفاع مستوى الماء في البحار