samedi 7 août 2010

إلتباس




أفتقدك و أذكر أشياء منك بحنين و أشتاق إلى.. ما أدمنته ذات حب فيك
...
رسائلك....أقرأ رسائلك... هذا كل ما تبقى لي منك... جرعات خفيفة كنت تناولني إياها يوميا.. سرعان ما تحولت إلى حاجة حيوية... كالهواء... أبحث عن نبإ تخليك عني بين السطور... تنبعث رائحتك من مسامي .... أستنشقك ... أفتقدك, أفتقدك, أفتقدك.... حتى آخر حرف أفتقدك... أغلق صندوق الرسائل.... و أفتقدك من جديد
...
يأتيني خطاب منك بعد الأوان... ألتهم سطوره بلهفة المدمن لتناول جرعته... ضخمة هي سعة هذه الجرعة الأخيرة الأولى من نوعها... ضمّّت ما سبقها من الجرعات و تضاعفت حجما...تضخّمت.. كتضخيمي المرضي الإستعجالي للحلم و أشياء أخرى لا صلة لها بالصفر غير عدد الأصفار قبل الفاصل... حالة بسيطة في غاية التعقيد... "موديل" طائش أدمن أعمال الفنان الذي يستغله... إستغلالا فاحشا... حبا فاحشا.. و أفحش الحب أشهاه.. و أكثر الأمطار رواء هي تلك التي تضيف رائحتها إلى كتفي قبل أن تهطل و أهطل منك.. و لك و أناديك من هنا..بلد الأعراض و الأطوال و الإرب القصيرة و الأرحام العقيمة.. أناديك يا مطر... إعطني جرعتي كفاف يومي
....
هل تعلم أن نجم الصباح, سميرك و نديمك, يحدثني عنك؟ و أنني أصدق كل ما يقول... أغفر لك أن تستحضرني في جسد إمرأة أخرى تلتهمها هناك... فلِمَ لا تغفر لي هذياني ؟.. إعطني جرعتي كفاف يومي و إنصرف لمشاغلك اليومية و الأسبوعية و الخارقة للعادة... أريد جرعتي... رسالة طويلة من سطرين أو كلمتين أو حرفين..ما تيسّر من رائحة ماء حبّك... أقطّرها لأعمّد بخلاصتها مسامي التي تطلبك بإلحاح أبكم يصمّ أذنيّ...إعطني جرعتي كفاف يومي و دعني أهذي... دعني أظن ما أريد... دعني أريد ما أظن
...
أنتظر الجرعة الموالية التي تأبى أن تصل... أعلم.. الرسائل لا تُكتب تحت الطلب.. و لا يقع التزويد بالولع بالوصاية.... إما أن يكون فعل لاإرادة أو لا يكون ... لا تكتُب لي إن لم تكن الجرعة من خلاصة عرقك... فهل نفِذ الحبر و الورق و ملح الذكرى و ماء الصبابة؟
هل نفِذ المطر؟
...
لا تجيب...أراك تلبس نظاراتك لتشرب كوبا من الماء ثم تسألني ببرود مثلِج ينبعث من فراغ نظرة عينيك "ما لون أيامك هناك؟".... لون الإنتظار و الأسى و النسيان المزيّف و الفرح مع إيقاف التنفيذ و رسائل في قوارير لا زالت تطفو على سطح المحيط - تسرّب إليها الماء فأضحت لا تُقرأ- ...لون وجه ساعي البريد بعد فصله.. لون دمعة فدمعتين فسيول دمعية.. لا لون للماء و مع ذلك فالماء هو الحياة
...
لا أجيب... ألقي نظرة أخيرة إلى الكوب الفارغ فوق الطاولة المستديرة... الكوب الفارغ في مركز الدائرة ... تلتقي البدايات بالنهايات... أنصرف... أفتح صندوق رسائلك...أخلع ثوبي و أتمدد عارية فوق سطورك ... أتحسس تضاريسها المدببة تلاعب جسدي ... أحصي الكلمات كسارق يعدّ غنائمه.. أزحف فوق الأحرف أداعب الهمزات و أتباطؤ عند كل ألف و أغمض عينيّ في إسترخاء عند النقاط المسترسلة الثلاث و أقطف سحابة تهطل مطرك و أفتح فمي لأبتلعها و أرتوي لكن لا إرتواء
...
و يتواصل الإنتظار
...

1 commentaire:

YasMenina a dit…

"Suis-je amoureux?_Oui, puisque j'attends". (R.Barthes)
Et lorsque j'attends la personne adorée qui ne vient pas pour autant me partager la même souffrance de rester sage, ne pas bouger; je commence à halluciner, je recrée cette personne dans le délire de l'attente. Image de ma solitude.
Beau texte:)
PS: je te suis de près abstraction faite de mon absence.